📖درس الثاني عشر

✳ النعي

وهو أيضا من الأوزان لم يتفق عليها المختص بردها إلى أحد بحور الشعر العربي كما هو معمول مع باقي أوزان الشعر الشعبي:

ويعد كذلك من الأوزان القديمة التي أستخدمتها المرأة أكثر من الرجل.. خصوصا في المناسبات الحزينة.. حيث تقرأه النساء ذوات الأصوات الشجية في مجالس العزاء تعبيرا عن الحزن باطوار وأنغام مختلفة مت منطقة إلى إخرى ، ويقول الباحث والأديب الأهوازي الدكتور رسول بلاوي في مقالٍ له عن النعي :<< لم يكن النعي وليد هذا العصر او من مبتكرات هذا الزمن، فلقد كانت المراة او الرجل في العصور الغابرة تكرر كلمات التوجع عند الفجيعة، وفاق لطم الوجه و اللدم على الصدر والشهيق والزفير وهي اذا ندبت ترفع صوتها مرة و تخفضه أخري تبعا لتوازن احساساتها ويتخلل كلماتها او حروفها نشيج و‍انقطاعات قصیرة كما تفعل المرأة القروية في الارياف والبدوية في الفلوات . والنعي هو الفن السامي الذي يحتفل بمخزون لغوي لا يستهان به ويستند إلى خلفية تراثية>> وهو قريب من وزن الدارمي .. ويكتب بتفعليلتيت..هما: 

١__مستفعلن مستفعلاتن

٢__مستفعلن مستفعلاتان

 والنعي في وزنه يعتبر مجزوء للركباني، كما دلّل بذلك الأستاذ الخاقاني بقول السيد ابراهيم وفي، بأن النعي ليس بحرا مستقلا بذاته، فانّه في حالة اضافة (مفعول) في وسط أي من أشطر النعي يصبح الوزن ركبانيا كاملا، هناك من يقول أن النعي ابتكرته امرأة من منطقة الحويزه في الأهواز ولكن لا توجد ادلة قطعية في هذا القول؛

قالت في وفاة أخيها:

 

شفت الظعن طر الحويزه

ومچفنينه بثوب ريزه

ياشوفة الوالي عزيزه

             ***

لگعد على جرفك يكارون

واناشد الير حون ويجون

تجوني لو تعمه العيون

            ***

دحجّت لن الگبر گامه

ولن اللحد ضيج منامه

اتلوذ ابعلى ذيچ الجهامه

 

وهذه نماذج من شعر النعي:

نعشي على چتفك تشيله

واتراب الگبر بيدك تهيله

ر حتك يايمه ثجيله...